يوسف بن تاشفين
يوسف بن تاشفين

بعث ألفونسو السادس ملك الروم تلك الرسالة التي يهزا بها من ابن عباد ملك اشبيلية ويطلب منه أن يبعث له بمروحة يروح بها عن نفسه لكي يطيل أمد الحصار، قلب ابن عباد الرسالة وكتب على ظهرها:
"واللّه لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من المرابطين !"
فما إن قرأها ألفونسو حتى رجع إلى دياره مخافة أن يستنجد المسلمون بالمرابطين الذين ذاع صيتهم في ذلك الوقت وبعد أن رأى ابن عباد ردة فعل ألفونسو لمجرد سماعه باسم المرابطين بعث ابن عباد برسالة الاستغاثة العاجلة إلى المغرب !
وصلت الرسالة من المسلمين في الأندلس وقرأها زعيم المرابطين القائد المجاهد يوسف بن تاشفين اللنتوني فتوجه إلى سواحل الأندلس ب 30 الف مقاتل من جيش المسلمين. سمع ألفونسو السادس بالخبر فأعلن "الفاتيكان " حالة الطوارئ القصوى وأرسل بابا الفاتيكان رسالة إلى الكاثوليك في مختلف أرجاء أوروبا يضمن فيها الغفران لكل من يشارك في هذه المعركة عند ذلك تجمع فرسان كاثوليكية بضعف عدد المسلمين هدفهم جميعًا تدمير الوجود الإسلامي في الأندلس إلى الأبد
وفي ذلك الوقت صنع الأمير البطل يوسف بن تاشفين شيئًا كان ملوك الطوائف قد نسوه منذ زمن بعيد، فلقد أرسل ابن تاشفين رسالةً إلى ألفونسو يدعوه فيها للإسلام أو دفع الجزية ويقول فيها:
"من أمير المسلمين يوسف ابن تاشفين إلى ملك الروم ألفونسو السادس سلام على اتبع الهدى وبعد بلغنا أنك دعوت أن يكون لك سفنًا تعبر بها إلينا فقد عبرنا إليك وستعلم عاقبة دعائك وما دعاء الكافرين إلا في ضلال وإني أعرض عليك الإسلام أو الجزية عن يد وأنت صاغر أو الحرب ولا أؤجلك إلا لثلاث "
عند ذلك استشاط ألفونسو السادس غضبًا من هذا القائد المسلم الذي يمتلئ عزة وكرامة، بعد أن كان هو من يأمر ملوك الطوائف بدفع الجزية، عندها أراد ألفونسو أن يخدع المسلمين وطلب أن يكون القتال يوم الإثنين وكانت الرسالة قد وصلته يوم الخميس ولكن يوسف ابن تاشفين كان يعلم أن الصليبيين قومٌ لا يوفون بعهودهم أبدًا، فطلب من جنوده أن يظلوا على استعداد ويقظة
وبعد صلاة الفجر من يوم الجمعة غدر ألفونسو كما توقع ابن تاشفين وزحف بجنده على جيش المسلمين ولكنه وجدهم في انتظاره فدارت معركة "الزّلاقة " الباسلة وانتصر المسلمون لأول مرة منذ عشرات السنوات تحت قيادة الأمير يوسف بن تاشفين ، وهرب ألفونسو السادس بساق واحدة إلى قشتالة ليموت بعدها بسنة كمدًا وغمًّا، وغنم المسلمون غنائم هائلة، لم يأخذ ابن تاشفين والمرابطون شيئًا منها، فعاد إلى المغرب بعد أن أنقذ المسلمين
عاد ملوك الطوائف للصراع من جديد، فبعث أهل الأندلس إلى الأمير يوسف بن تاشفين في مراكش يرجونه أن يأتي ليحررهم من ملوك الطوائف فلم يرضَ بن ناشفين أن يحاربهم خوفًا من معصية اللّه في قتاله للمسلمين ، فانهالت الفتاوى عليه من بلاد المسلمين تحثه على إنقاذ الأندلس، فقام ابن تاشفين بضمِّ الأندلس للمرابطين، فأنهى بذلك مهزلة ملوك الطوائف إلى الأبد!