نور الدين زنكي
نور الدين زنكي

هو ريحانة بلاد الشام ، وأستاذ صلاح الدين الأيوبي ، هذا الرجل الذي لا يعرفه كثير منّا هو الصانع الحقيقي لنصر حطين ، إننا نتحدث عن نورٍ أضاء اللّه به الدين في أشد أوقات الأمة عتمة وسوادًا، إننا نتحدث عن نور الدين محمود ابن عماد الدين زنكي، المشهور باسم "نور الدين الشهيد" ! نور الدين زنكي هذا الملك التركي الأسمر هو الرجل الذي أحيى اللّه به أمة الإسلام بعد أن كادت تموت في القرن السادس الهجري فلقد ظهر في زمانٍ استولى فيه الشيعة الرافضة على معظم بلاد الإسلام فاستولى (البويهيون )الشيعة على دولة الخلافة في بغداد، واستولى (العبيديون) الشيعة على مصر والمغرب الإسلامي ففتح الشيعة بذلك المجال للصليبيين لكيً يستولوا على القدس وكعادة عظماء أمة الإسلام ، فإن هذه الأوقات هي الأوقات التي يخرجون فيها للنور، وفعلًا. . . . . . . .خرج للنور نور الدين فأنار الدروب ووحد الصفوف ، وجمع الشمل وما هي إلا سنوات قليلة حتى كانت دولته تمتد من بلاد فارس في الشرق إلى حدود ليبيا في الغرب ومن هضبة الأناضول في الشمال إلى جبال اليمن في الجنوب فأصبحت مسألة النصر على الصليبيين مسألة وقتٍ ليس أكثر بل إن محمود نور الدين لم يرَ نصر حطين بعينيه على الرغم من أنه كان مؤمنًا بالنصر، لدرجة دعته لبناء منبر لكي يوضع في المسجد الأقصى بعد تحريره ولكنه مات قبل ذلك فلم يُقدّر له أن يحضره بنفسه إلى القدس فأحضره تلميذه صلاح الدين الذي أكمل طريقه في مقارعة الصليبيين شملت إمارته معظم الشام، وتصدى للحملة الصليبية الثانية، ثم قام بضم مصر لإمارته وإسقاط الفاطميين، وتحويل الخطبة للخليفة العباسى فى مصر بعد أن أوقفها الفاطميون طويلا، وأوقف مذهبهم، وبذلك مهَّد الطريق أمام صلاح الدين الأيوبى لمحاربة الصليبيين وفتح القدس بعد أن توحدت مصر والشام فى دولة واحدة فرحم اللّه نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي ، ورحم اللّه تلميذه صلاح الدين يوسف الأيوبي لما قدماه للإسلام والمسلمين ، فهذا رجل تركي ، والاَخر كردي ، فيا لروعة الإسلام الذي نصره اللّه بالتركي والكردي فالإسلام لم ينتصر بالعروبة ، ولا بالقبلية ، ولا بالاكراد أو الأتراك ، الإسلام انتصر بالمسلمين!