لعبة مخيفة
لعبة مخيفة

لعبة مخيفة
حلا لندى في ذلك اليوم الربيعي المشرق أن تتنزه في الحديقة. فما إن ارتدت ثيابها القطنية،واعتمرت قبعتها الزاهية،حتى قفزت إلى الحديقة بخفة ورشاقة،وهي تكاد ترقص من الفرحة والبهجة.
ما أجمل الربيع! ما أروع الطبيعة في هذا الفصل! إنها تتمايل خضراء زاهية ساحرة! فمن بلبل يغرد إلى أوراق تتهادى، ومياه تترقرق.
لكن بهجتها لم تدم طويلا... توقفت أمام شجرة ضخمة، أنصتت وبرقت عيناها، وارتجفت شفتاها:" ما هذا الصوت؟". إلتفتت إلى الوراء، ويا لهول ما رأت! ذئب يركض خلفها.
فجأة، انعقد لسان ندى، وجف ريقها وتقطع نفسها لأن الذئب كالغول الجائع يقترب منها فاغرا شدقه، أذناه طويلتان، رأسه متطاول إلى الأعلى، عيناه تقدحان شررا، مخالبه حادة.
حاولت أن تهرب، تسلقت شجرة واختبأت بين أغصانها، وهي تلهث من الخوف! لمن تصرخ؟ وبمن تستنجد؟ أمها منهمكة في إعداد الطعام، وأبوها خرج باكرا إلى عمله، أما أخوها رامي فطاولته غارقة في الكتب لأنه يستعد لإمتحان آخر السنة.
وفيما هم الذئب بتسلق الشجرة، كانت أنفاس ندى تتقطع، وازرق وجهها ثم تصبب العرق من جبينها، فكادت تهوي إلى الأرض مغميا عليها.
غير أنه عندما بلغ منها الخوف هذا الحد، خاف الذئب وتراجع إلى الوراء، ثم كشف القناع عن وجهه قائلا:" لا تخافي، انظري، أنا لست الذئب، أنا أخوك، أردت أن أتسلى معك بهذه اللعبة فتنكرت بقناع الذئب... سامحيني أرجوك"
لقد أرعبتني فعلا! سامحك الله...