قيمة الوقت

قيمة الوقت

قيمة الوقت

قيمة الوقت


1- إنّ قيمة الوقت كقيمة المال، كلاهما في جودة إنفاقه وحُسن استعماله. فالبخيل الّذي لا ينفق من ماله إلاّ ما يسدّ رمقه فقيرٌ (أمواله مزيّفة). كذلك من لم ينفق وقته في ما يزيد من سعادته وسعادة النّاس، فـ (عُمره مزيّف).

2- إنّنا نعيش في زمن محدود: ليل ونهار يتعاقبان بانتظام ليس يطغى أحدهما على الآخر، وحياة مقسّمة تقسيمًا محدودًا: صِبا فشباب  فكهولة  فشيخوخة.  ولكلّ 

قسم عمل خاصّ (لا يليق) (أن يعمل) في غيره، كالزّرع إذا فات أوانه لم يصحّ أن يزرع في غيره، فإذا كان الزّمن محدودًا لا يمكن أن يمدّ فيه أو يقصر، وكانت قيمته في حُسن إنفاقه، وجب أن نحافظ عليه ونستعمله أحسَن استعمال.

3- وليس (للانتفاع بالوقت) والمحافظة عليه إلاّ طريق واحد، ذلك أن يكون (لك) غرض في الحياة (ترضى عنه) الأخلاق، فتنفق وقتك في الوصول إليه.

4- ويلاحظ أنّ أكثر النّاس عملاً أوسعهم وقتًا. ذلك لـ (أنّهم محدودو الغرض)، فهم (يوجّهون أعمالهم) لـ (ينالوه) ولا يصرفون زمنهم في التّردّد والاختيار، ولا يكونون كرة في يد الظّروف (تلعب بهم) كما تشاء، بل هم الّذين يخلقون الظّروف ويتصرّفون فيها حسب أغراضهم في الحياة.

أحمد أمين