البحر

البحر

البحر

البحر


البحرُ عالمٌ بلا أبوابٍ، يفتحُ ذراعيْهِ مُستقبلاً زائريهِ منْ جميع الجهات.عالمٌ ندخُلُه متى شِئْنا دون استئذانٍ.تشردُ في اتساعِ صدْرهِ أحلامُنا راحِلةً إلى البعيدِ. فأيّ سرٍّ يحملهُ البحرُ في داخلهِ؟!.

إنّ في سكونهِ غفوَةَ طفلٍ يتهادى مع مراكبِهِ المبحرةِ على سرير الأحلامِ، قاطفاً منْ هديل الموجِ نُعاسَهُ الأبَديّ. وفي صمته عشقٌ يطفو على مراكبِ الارتحالِ، يمتدُ إلى أبعد مدى. وفي كلامِهِ تحدٍّ وابتسامٌ وصلابة وليونةُ.

أيّها البحر، كم حملْتَ على أمواجِكَ أحلاماً تَفتّحتْ وراءَ حدودِكَ! وكمْ تركْتَ على شواطئكَ قلوباً ألهبَتْها نيران الفِراقِ!.

أيّها البحر،خذني فوق مراكبك المبحرة لأقف لحظة بين أحضانك الدّافئة؛ ازرعني مرآة تقطف الضوء عن وجْه القمر لتضيء دروب النُجُوم؛ واتركني عاشقاً أبَديّاً لوجهك الماثل دائماً في خيالي وروحي.

كم أنتَ جميلٌ في صمْتِكَ وسكونِكَ!عظيمُ في اتساع صدرِكَ!وديعٌ في انسياب أمواجكَ الهائِمةِ برمالِ الشّواطىء!

تُرى لماذا تثورُ أيُّها البحرُ؟! ألأَنّ صدْرَكَ يضِيقُ أحياناً بهمومِ النّاس والآمها. أمْ لأنِّكَ عاشقٌ تُفارِقُ دائماً منْ تحبُّ دون وداعٍ؟

ليتني مثلُكَ، يا بحرُ، بعيدَ المدى، عميقَ القرارِ، متَجدداً مع كلِّ موجةٍ، متكسّراً تحتَ أقدامِ مدينتي الجميلةِ!